مقدمة:
في إطار الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، نظَّم فرع منظمة الكشاف التطوعي بمدينة كلميم نشاطًا ثقافيًا مميزًا يجسد عراقة الحضارة الأمازيغية وانتماءها إلى عمق الهوية المغربية. تَميَّزت الفعالية ببرنامج غنيٍّ يعكس التنوع الثقافي للمنطقة، ويُعرف الأجيال الجديدة بإرث أجدادهم المادي واللامادي، من خلال عروضٍ حيّة، وفقرات تفاعلية، وأطباق تقليدية تختزل روح الكرم الأمازيغي.
رحلة داخل التراث: من الأزياء إلى أدوات التجميل

افتُتح النشاط بمعرضٍ تراثي سلَّط الضوء على رموز الثقافة الأمازيغية، حيث عرَّف الكشَّافون الزوَّارَ باللباس التقليدي الأمازيغي المطرَّز بأناقة، والذي يُعدُّ لغةً بصرية تحكي قصصَ المناسبات والأعراس والطقوس اليومية. كما خُصص ركنٌ لأدوات التجميل التي تستخدمها المرأة الأمازيغية لتزيين نفسها، مثل “أزطو” (الحناء) و”تيسليت” (المجوهرات الفضية المميزة)، إلى جانب أدواتٍ تقليديةٍ تستخدم في الحياة اليومية كـ”أقجيو” (الجرَّة الفخارية) و”تاسكا” (السلة المصنوعة من سعف النخيل)، مما أتاح للحضور فرصة الاقتراب من تفاصيل الحياة الأمازيغية الأصيلة.
انطلاق الفقرات: بين الروحاني والوطني والفني
انطلقت الفعالية الرسمية بآياتٍ من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني المغربي الذي عزَّز شعور الانتماء لدى الحضور. ثم تحوَّل الجمهور إلى رحلةٍ فنيَّةٍ عبر عروض الرقص الأمازيغي الإيقاعي، الذي عبَّر عن فرحة الاحتفاء بالعام الجديد، تلاه عرض فيديو قصير سلَّط الضوء على مراحل تطور الحضارة الأمازيغية وإسهاماتها في بناء التاريخ المغربي المشترك.
ولم تخلُ الفعالية من الجانب الحكائي، حيث أُحييت “فقرة العوّاد” التي نقلت الحضور عبر حكايات شعبية تختزل حكمة الأجداد وقيم التضامن والاحترام التي تميَّزت بها المجتمعات الأمازيغية.
ختامٌ ذو مذاقٍ خاص: موائد التقاليد تَجمع الجميع

اختُتم النشاط بفقرةٍ تذوق المأكولات الأمازيغية التقليدية، مثل “تاكلا” (العصيدة)، و”إيركمن” (خبز الشعير)، و”أوركيمن” (الشاي الأمازيغي المُنعنع)، حيث تحوَّلت الفرحة الثقافية إلى لقاءٍ اجتماعي تَشارك فيه الحضور أطباقَ الأجداد، مؤكدين على دور الغذاء كجسرٍ بين الماضي والحاضر.
خاتمة وتأملات:
نجح فرع كلميم لمنظمة الكشاف التطوعي في تحويل الاحتفال بالسنة الأمازيغية إلى منصةٍ تربويةٍ تعزز الاعتزاز بالهوية المحلية، وتُذكِّر الأجيال الشابة بأن الحضارة ليست مجرد ذكريات، بل هي كينونة حية تُبنى بالتوارث والممارسة. كما أثبتت الفعالية أن الأنشطة التطوعية قادرةٌ على خلق مساحاتٍ للحوار الثقافي، وتعزيز التماسك المجتمعي عبر الجمع بين الأصالة والحداثة.
رائع ❤️